أخبار جدتها

موضوع: أخبار جدتها الثلاثاء أبريل 15, 2008 2:11 am

في كل بيت عربى‏...‏هناك دائما حديث الجدة الي الأحفاد‏.‏ فلا يهم الزمان‏,‏ فهي عادة مصرية توارثها الآباء عن الأجداد‏.‏ و لا يهم المكان‏,‏ إلا أنه غالبا يكون في غرفة الجدة حيث تطول ساعات الحكي التي ربما تتجاوز عمر الحفيد ليذهب الي زمن يبعد عن زمنه بسنوات و سنوات‏.‏

و في كتابها‏'‏ احاديث جدتي‏'‏ تقدم د‏.‏ سهير القلماوي ـ ومازلنا نواصل احتفالنا بمرور مائة عام علي إنشاء جامعة القاهرة متحدثين هنا عن أحد أهم رموزها ـ مجموعة قصصية ربما أكون قد أغفلت الكثير من حقوقها عندما أصفها في كلمات قليلة‏.‏

صدرت هذه المجموعة في عام‏1934‏ و هي تعد أول مؤلفات الدكتورة سهير القلماوي التي أصبح لها شأن كبير في تاريخ الأدب العربي و و احدة من أهم الشخصيات التي لا يمكن تجاوزها عند الاحتفاء بمئوية جامعة القاهرة‏.‏ فقد أضافت الي الثقافة المصرية و لم تسمح لثقافتها الاجنبية أن تبطل دور الثقافة العربية‏.‏ واذا كانت هذه بداية تقليدية فان هناك مقدمة أخري تحكي لنا عن سهير القلماوي‏,‏ فقد عاشت شبابها

وكما يقول د‏.‏ طه حسين في العصر الذي سبق الاحتلال الانجليزي‏.‏ ففي هذا العصر كانت لمصر آمال واسعة و كانت لها خطوات بعيدة موفقة الي تحقيق الآمال ثم بينما هي ماضية في طريقها اذا بسحابة تسعي متثاقلة و قد قدمت بين يديها نذرا لم تسمع لها مصر حتي تبلغ وادي النيل فتطبق عليه اطباقا‏.‏ هذا العصر يصوره لنا الكتاب فأكثر ابطاله كان يعمل في الجيش المصري‏.‏ كما انه يشير الي عائلات من الطبقة الوسطي التي لا ترقي بها الثروة الي أن تكون من الارستقراطية الحاكمة و لا يهبط بها الفقر الي أن تكون من الرعية المحكومة‏.‏ هذه الطبقة هي التي تكون الجيش وتنظم الدواوين‏.‏ وفيها يمتزج العنصر التركي بالمصري فتتكون هذه الطبقة التي تختصر النشاط المصري في السياسة والحرب و التعليم‏.‏ وأما صديقات جدتها فهن مصريات تزوجن أتراكا أو هن تركيات تزوجن مصريين‏.‏

وبهذه المقدمة يلفت د‏.‏ طه حسين الانتباه الي ما تمثله هذه المجموعة القصصية التي تبدو مجموعة من الحكايات سمعها كل المصريين في بيوتهم الا انها في الوقت نفسه تختم كل حكاية بنصيحة و بموقف درامي دامع نتوقف عنده متأملين و تجعلنا نتساءل عن هذا الوعي القومي الذي كان يعرفه المصريون في هذا العصر الذي ربما افلت من كتب التاريخ وكأن المصريين كانوا يشعرون بالخجل من وصولهم الي هذه الدرجة من التحضر الاجتماعي مع عدم مقدرتهم علي مقاومة الانجليز‏.‏ و كأن الحلم المصري قد مات علي يد الطبقة الوسطي المصرية‏.‏

في القصة الأولي و التي مثلها كمثل بقية القصص لا تحمل اسما نتعرف علي عائشة وتبدأ القصة بليلة شتاء رعدية تذكرها بليلة مماثلة حدثت منذ اربعين عاما أو يزيد عندما رأت الجدة رؤيا لصديقتها عائشة الطيبة القلب و السليمة النية و قد ارتدت ملابس بيضاء ووضعت يدها علي خدها ووجهها اصفر و قد وقع ضرسها‏.‏ الا ن وجود عائشة معها في تلك الليلة و سمر النساء في الليلة الممطرة قد أزاح كل هاجس من نفس جدتها‏.‏ و في نفس الليلة جاء من يخبرها بأن ابنها محمد قد مات‏.‏ و استمرت عائشة في سلامة نيتها حتي بعد موت أبنها فهي الساذجة الحزينة التي يظن الناس ان عقلها لفرط سذاجتها قد طار‏.‏

أما القصة الثانية فتتابع فيها الجدة مع لقطة من حياتها في رشيد عندما كان زوجها جزءا من الجيش وكان ولدها اسماعيل أكثر اولادها عندا وإتلافا للاشياء‏.‏ و تتحدث الجدة في القصة التالية عن الجيش المصري وابنها رأفت الذي استشهد بعد واقعة خيانة من جانب الانجليز الذين قتلوا عشرة آلاف جندي مصري عندما أدخلهم القائد هكس في منطقة الثوار الدراويش في السودان فذبحوهم عند مشارف المياه التي لم يشربوها فماتوا و هم عطشي‏.‏ و تطوف بنا الجدة في زمانها فنري اجتماع صنع كعك العيد في منزل احدي الصديقات و الذهاب الي بيت العرائس لخياطة ثيابها كاملة بما فيها فستان العرس وبرنس الحمام الذي سكنته الارواح عقب هجر الاسرة له‏.‏

وتنتهي تفاصيل هذه المجموعة التي يحسب لهيئة الكتاب إعادة طبعها و التي تصور حياة الطبقي الوسطي المصرية وهي حياة تبعد كثيرا عن قصور الحريم و الانسلاخ عن الوطن‏.‏ وتظل وكما قالت الجدة في انتظار معجزة لتقف علي قدميها من جديد‏..‏

Admin عدد الرسائل : 3279 تاريخ التسجيل : 18/03/2008

تمام مشكورررررر

عاااااااااااااااااااااااااااشت الاياادي ياااا قمر

موضوع: رد: أخبار جدتها الجمعة أبريل 18, 2008 4:32 pm